قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ” ما من رجل ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله له بها حجة مقبولة مبرورة “.
ما من ولد بار ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله له بكل نظرة حجة مبرورة قالوا : “وإن نظر كل يوم مائة مرة ؟ قال “نعم ، الله أكبر وأطيب”.
قال العلماء :” أكبر ، أي أعظم مما يتصور وخيره أكثر مما يحصى ويحصر وأطيب : أي أطهر من أن ينسب إلى قصور في قدرته ونقصان في مشيته وإرادته”.
النظر في ثلاثة أشياء عبادة ” النظر في وجه الأبوين، وفي المصحف ، وفي البحر وفي رواية النظر إلى الكعبة عبادة ،والنظر إلى وجه الوالدين عبادة ، والنظر في كتاب الله عبادة”.
* احذر أن تحد النظر إلى الوالدين:
قال صلى الله عليه وآله وسلم ” ما بر أباه من حد إليه الطرف بالغضب”.
ومعناه أن من نظر إلى والديه نظرة غضب كان عاقا وإن لم يكن يتكلم بالغضب.
فالعقوق كما يكون بالقول والفعل يكون بمجرد النظر المشعر بالغضب والمخالفة، ولا يدخل عليهما الحزن ولو بأي سبب ؛ لأن إدخال الحزن على الوالدين عقوق لهما.
وقد قال الإمام علي عليه السلام: مَنْ أحزن والديه فقد عَقَّهُمَا رضا الله في رضا الوالدين.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم” رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد، ورضا الوالدين يجعل لك بابين مفتوحين من الجنة.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ” من أصبح مطيعا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحتان من الجنة ، وإن كان واحدا فواحد ، ومن أمسى عاصيا لله تعالى في والديه أمسى له بابان مفتوحان من النار ، وإن كان واحدا فواحد ” قال رجل : وإن ظلماه ؟ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ” وإن ظلماه وإن ظلماه وإن ظلماه من بر والديه بره أولاده جزاء وفاقا”.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ” بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم”.
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ” البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت فكن كما شئت فكما تدين تدان”.
وعن ثابت البناني قال : رأيت رجلا يضرب أباه في موضع فقيل له : ما هذا؟ فقال الأب : خلوا عنه فإني كنت أضرب أبي في هذا الموضع فابتليت بابني يضربني في هذا الموضع.
بر الوالدين يطيل العمر ويوسع الرزق .: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ” من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه”.
إن الله يغفر للبار وإن عمل ما شاء . قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقال للعاق اعمل ما شئت من الطاعة فإني لا أغفر لك ، ويقال للبار اعمل ما شئت فإني أغفر لك.
* بر الوالدين أفضل من الجهاد:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاستأذن في الجهاد ، فقال ” إحي والداك؟” قال : نعم . قال ” فيهما فجاهد بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله “.
عن ابن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ” أي العمل أحب إلى الله ؟ قال ” الصلاة على وقتها ، قلت ثم أي ؟ قال بر الوالدين ، قلت ثم أي ؟ قال الجهاد في سبيل الله”.
قد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعدلها منزلة، فجعل برهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما فرض عظيم وذكره بعد الأمر بعبادته، فقال جلَّ شأنه: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} (الإسراء23) وقال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا} (النساء: 36) وقال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير} (لقمان 14).
فالمسلم يبر والديه في حياتهما، ويبرهما بعد موتهما؛ بأن يدعو لهما بالرحمة والمغفرة، وينَفِّذَ عهدهما، ويكرمَ أصدقاءهما يحكى أن رجلا من بني سلمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرُّهما به من بعد موتهما ؟ قال: نعم. الصلاة عليهما (الدعاء)، والاستغفار لهما، وإيفاءٌ بعهودهما من بعد موتهما، وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما)، وحثَّ الله كلَّ مسلم على الإكثار من الدعاء لوالديه في معظم الأوقات فقال: -ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب( إبراهيم: 41) وقال: رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمن اتنوح.
اللهم احفظ لنا والدين كلًّ منّا وارزقنا برّهما و اعذرنا مما تقدّم وتأخر لنا من ذنوب بحقهما , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد.