وجد في التاريخ القديم والحديث أناس اثبتوا للبشرية جمعاء أن الإصابة بعاهة او اكثر ليست نهاية العالم,. وان الارادة القوية مدعمة بالموهبة والاعتماد على الله, تجعل من صاحب عاهة بطلا عظيما, يسبق الاصحاء باشواط كثيرة, هؤلاء المعاقون احالوا محنتهم الى منحة عظيمة, اجزلت تاريخ البشرية بنماذجها المضيئة, حين تحدوا العوق بفاعلية وعزم واصرار, فأبدعوا في مجالاتهم, وتركوا بصماتهم عبر التاريخ ومن هؤلاء:
- سعد بن ابي وقاص (ت 55 هـ): الصحابي الجليل, احد العشرة المبشرين بالجنة, واحد الستة اصحاب الشورى الذين كانوا مرشحين لتولي الخلافة الاسلامية, وهو بطل وقائد الفتوحات الاسلامية في العراق وفارس, كان سعد يعاني اعاقة مرضية شديدة مؤلمة, بقيت معه طوال حياته, وقد عظمت اعاقته يوم القادسية, حتى اضطر الى قيادة المعركة وهو مبطوح على بطنه من شد المرض الذي يعاني منه رضي الله عنه.
- عبدالله بن مسعود (ت 32هـ): الصحابي الجليل, وكان يعاني القصر الشديد وحموشة الساقين (أي نحافتهما) رضي الله عنه, ولما ضحك الصحابة يوما من دقة ساقيه قال الرسول صلى الله عليه وسلم :اتضحكون من دقة ساق ابن ام عبد, والله إنه عند الله أثقل من جبل احد»!!
- عبدالله بن ام مكتوم (ت 25هـ): الصحابي الجليل, مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ونائبه على المدينة في غزواته, وفيه ولاجله نزلت سورة (عبس), وقد كان ضريرا رضي الله عنه.
- عمرو بن الجموح (ت 3هـ): الصحابي الجليل, من شهداء احد, وقد صمم ان يجاهد, على الرغم من انه ناهز التسعين عاما, وكان شديد العرج, وقد اقسم ان يطـأ الجنة بعرجته! فحقق الله له ما اراد رضي الله عنه.
- ربعي بن عامر: الصحابي الجليل, ارسله سعد بن ابي وقاص الى قائد الفرس رستم, فكان من انجح السفراء والمبعوثين السياسيين رضي الله عنه, وقد ادهش الفرس بايمانه وبيانه وفصاحته وجرأته!! فكتب عنه التاريخ ان معاقا اعرج تحدى اكبر قادة جيوش العالم في قصره الامبراطوري!
- الأحنف بن قيس (ت 67هـ): التابعي الجليل, دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم, وهو زعيم قبيلة بني تميم, والذي قيل عنه: (اذا غضب غضب له مائة الف سيف لا يسألونه فيم غضب) وقد كان أحنف أي شديد العرج, كما كان قصيرا وشديد القبح رضي الله عنه.
- أبان بن عثمان بن عفان (ت 85هـ): من كبار فقهاء التابعين وعلمائهم في الحديث والفقه, ومن كبار القضاة, وكان به صمم وحول وبرص, ثم اصابه شلل الفالج رضي الله عنه!
- موسى بن نصير (ت 96هـ): القائد العسكري المشهور, اكبر فاتح اسلامي في قارة افريقيا والاندلس, وكان اعرج.
- محمد بن سيرين (ت 110هـ): التابعي الجليل, عرف بالزهد والورع, وكان محدثا وبارعا وفقهيا متمكنا, ويعد الرائد الاول لعلم تفسير الاحلام في الاسلام, وهو اول من افرد له المؤلفات, وجعله علما له اصوله وقواعده, واهم مؤلفاته كتاب (تعبير الرؤيا) وكان اصم رضي الله عنه.
- عطاء بن رباح (ت 114هـ): التابعي الكبير, امام اهل مكة, وعالمها وفقيهها, وكان اشل اعرج, قال عنه الخليفة عبدالملك بن مروان: لا يفتي الناس في موسم الحج الا عطاء رضي الله عنه!
- ابوحنيفة النعمان (ت 150هـ): امام ومؤسس المذهب الحنفي, وكان حنيف الرجل (أي اعرج), ولم يصده ذلك من ان يصبح الامام الأعظم للمسلمين, وصاحب المذهب الاسلامي المشهور رضي الله عنه.
- قالون (ت 220هـ): إمام القراء في زمانه رضي الله عنه, وهو أحد ثلاثة ائمة يقرأ كل العالم الاسلامي القرآن الكريم بقراءتهم وأسانيدهم (وهو حفص وورش وقالون), وكان قالون رجلا اصم, منحه الله طاقة قراءة الشفاه,. فكان يقرأ شفاه الأئمة, ثم يحولها بعد ذلك الى قراءة باسناد.
- الترمذي (ت 279هـ): الامام الحافظ المحدث, صاحب سنن الترمذي, احد الكتب الستة المشهورة في الحديث, وقد كان اعمى رضي الله عنه.
- الكميت بن زيد (ت 126هـ): الشاعر الاموي المشهور, وكان اصم.
- بشار بن برد (ت 167هـ): من اشهر الشعراء المخضرمين في العصرين الاموي والعباسي, ومن فحول الشعر في الادب العربي, كان امام الشعراء في عصره, وقد كان كفيفا.
- ابوالعلاء المعري (ت 446): الاديب الكبير, شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء, وصاحب المؤلفات الكثيرة, وقد كان اعمى.
- مصطفى صادق الرافعي (ت 1356هـ): اديب مصري مشهور, احد اعظم الادباء الاسلاميين في العصر الحديث وترك تراثا ادبيا وفيرا, من اهم مؤلفاته كتاب (تحت راية القرآن) كان اصم.
- الشيخ محمد بن ابراهيم ال الشيخ (ت 1389هـ): والشيخ عبدالعزيز بن باز (ت1420هـ): وقد كانا ضريرين, ووصل كل منهما الى منصب مفتي عام المملكة العربية السعودية, ورئيس هيئة كبار العلماء.
- الشيخ احمد ياسين (ت 1425هـ): شيخ المجاهدين والشهداء الفلسطينيين, مؤسس حركة حماس, احد اهم رموز العمل الوطني الفلسطيني طوال القرن الماضي, جاهد اليهود الاسرائيليين, الى ان قتلوه غدرا بالصواريخ على كرسيه المتحرك’ وكان مصابا بشلل رباعي كامل.
- الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ: مفتي عام المملكة حاليا, ورئيس هيئة كبار العلماء, هو كفيف.