مخترع سعودي يقدم 5 ابتكارات فذة للمعاقين رفض منحة للدراسة في اليابان

نجح المخترع السعودي مشعل هشام هرساني في لفت انتباه الأوساط العلمية العالمية، لما قدمه من اختراعات علمية تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنحت جامعة “دبلن كاليفورنيا” الأمريكية مؤخرا المخترع درجة الدكتوراه الفخرية تقديرا لابتكاراته العلمية في خدمة المعاقين، وأشار هرساني إلى أن له صداقات مع عدد من الجمعيات الخيرية وذوي الاحتياجات الخاصة حول العالم وهو ما أهله لهذا التكريم من الجامعة الأمريكية العريقة.

وكانت اليابان قد تقدمت للشاب مشعل هرساني بعد تخرجه من المرحلة الثانوية بمنحة لمواصلة دراسته في اليابان وتبنيه علمياً والتكفل بدراسته في أية جامعة يختارها، إلا أنه أختار أن يلتحق بكلية إدارة الأعمال بجدة بعد أن قدمت الكلية له منحة دراسية خاصة تقديراً لموهبته الفذة.

يقول هرساني: “إن 17 عاما من العمل في مركز الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله- لرعاية الأطفال الموهوبين ذوي الاحتياجات الخاصة كانت كافية لشغل اهتمامي بفئة المعاقين حتى تمكنت من اختراع خمسة أعمال تحاكي همومهم اليومية وهي (هاتف نقال، شطرنج، بولينج، العملة المالية السعودية للمكفوفين، وكراسي المعوقين للطائرات)”، وعرض هرساني ابتكاراته في عدة معارض محلية ودولية، منها المشاركة في معرض بسفارة خادم الحرمين الشريفين بباريس ممثلا للشباب السعودي.

وكان هرساني ضمن وفد “مركز الأمير عبدالمجيد” في مهرجان “الجنادرية” وتشرف بلقاء خادم الحرمين الشريفين، إضافة إلى مشاركته في معرض الابتكار السعودي الأول الذي نظمته “مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين (موهبة)” بالرياض.

وأشارت إلهام هرساني مدير عام “مركز صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز آل سعود لرعاية الأطفال الموهوبين ذوي الاحتياجات الخاصة” في تصريح لها أن مشعل هرساني مهتم بقضية ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال عمله في المركز، لأنه يجلس مع الأطفال المعاقين ويتعرف على مشاكلهم واهتماماتهم، ويسجل ملاحظاته عن كل مجموعة، ويكوّن بذلك حلقة لعرض فكرة اختراعه عليهم ،ومعرفة إيجابياته وسلبياته من وجهة نظرهم باعتبار أنهم الفئة المعنية.

ومن ابتكارات هرساني “هاتف للمكفوفين” الذي ابتكره وهو في المرحلة الثانوية ويعتبر هذا الهاتف الأول من نوعه في العالم، إذ يمكن أن يستخدمه المكفوف للاتصال “بالإنترنت”، وما يميز الاختراع هو أن اللغة التي يعمل بها هي بنفس اللغة التي يعتمد عليها الكفيف في تعاملاته، كما أن النظام الذي يتصل به الهاتف بالكمبيوتر هو نفس نظام الكمبيوتر الخاص بالكفيف، وبالتالي فإن هذا الاختراع يسهل على الكفيف التعامل واستخدام الهاتف الجوال كأي إنسان آخر، وكان الاختراع نتاج لمسابقة دخلها الهرساني أثناء دراسته في “ثانوية الثغر النموذجية” بجدة مع الطلبة اليابانيين لاختراع جوال خاص بالمكفوفين لتمكينهم من التواصل مع الآخرين بطريقة “برايل”.

ومن مميزات الهاتف المبتكر أيضا أن الكفيف يستطيع تسجيل الأرقام الخاصة به واسترجاعها عندما يريد، كما يمكنه استخدام جميع الخدمات الأخرى المتوفرة في الهاتف الجوال العادي بشكل مبسط وطبيعي مع الرسائل والإنترنت بسهولة تامة، وتسجيل المحاضرات والمواعيد، أما بالنسبة لسعر الهاتف، فيؤكد المخترع أنه مقارب لسعر الجوال العادي بل إنه بنفس السعر ولا يشكل شراؤه أو استخدامه أي عبء مادي. ولأن الفكرة نشأت على أساس أن يكون الهاتف وسيلة مساعدة وفعالة للكفيف في حياته اليومية، فهي قابلة للتطوير بحيث يشمل تقديم خدمات في التخصصات العلمية والمهنية كمرجع لمستخدمه عند الحاجة.

من ابتكارات هرساني التي تخدم المعاقين أيضا ابتكاره لأول عملة للمكفوفين في التاريخ، والعملة المبتكرة عبارة عن عملة السعودية الورقية مطبوع على طرفها رقم القيمة بطريقة برايل، وتعتمد فكرتها الأساسية على أن يلمس الكفيف العملة يتعرف عليها ويمكنه من استخدامها، وهي أيضا نفس العملة السعودية التي يستخدمها الجميع حيث لا تحتاج إلى تغيير أو إعادة طباعة، بل تحتاج فقط إلى أسلوب البصمة برقم “برايل”.