هل تعلمون من هم جنود الله ؟

لقد وردت في الكتاب الكريم العديد من الآيات والقصص الدالة على تدخل الإدارة الربانية في حياة البشر
عن طريق جنود السماء والأرض، ومن الآيات التي تحدثت عن هؤلاء الجنود عن هذا التدخل ما يلي:

  • {و لله جنود السموات والأرض} (سورة الفتح، الآيتان 4 و7).
  • { اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها} (سورة الأحزاب، الآية 9).
  • { و ما يعلم جنود ربك الا هو} (سورة المدثر، الآية 31).
  • {و انزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا} (سورة التوبة، الآية 26).
  • { ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها} (سورة النمل، الآية 37).
  • { و ان جندنا لهم الغالبون} (سورة الصافات، الآية 173).
  • { فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا} (سورة العنكبوت، الآية 40).
  • { ان نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفاً من السماء ان في ذلك لآية لكل عبد منيب} (سورة سبأ، الآية 9).

و من قصص القرآن التي تعرف الإنسان ببعض جنود الله تعالى وتدلل على دور السماء في محاصرة الإنسان في الحياة الدنيا ما يلي:؟؟

1) السيول والفيضانات:
في معرض وصفه للقحط الذي أصاب سكان اليمن القدماء نتيجة الفيضانات قال تعالى: { فأرسلنا عليهم سيل العرم} (سورة سبأ، الآية 16).
و عن سيول المياه المنبثقة من الأرض لإغراق قوم نوح قال سبحانه {و فجرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمر قد قدر} (سورة القمر، الآية 12).

2)المطر:
قد تحبس السماء المطر عن قوم أو تفيضه عليهم. ففي حياة النبي يوسف… انزل سبحانه المطر على ارض مصر لمدة سبعة سنوات متتالية ثم حبسه عنها خلال السنوات السبعة التالية.
وقد اخبر النبي يوسف… المصريين بهذين الحدثين قبل وقوعهما،
مما يؤكد بأن المطر هو أحد جنود الله تعالى ووسائله الفاعلة في رسم حياة المجتمعات وتسجيل وقائع التأريخ.
و كان نزول مطر الغضب الإلهي على قوم النبي نوح… خير الأحداث التاريخية الكبرى التي تذكر الإنسان بهذا السلاح الرباني الفاعل.
وقد وصف تعالى تلك الحادثة بالقول { كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر فدعا ربه اني مغلوب
فأنتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر} (سورة القمر، الآيات 9 – 11).

3) الرياح:
نتيجة إصرار قوم عاد، الذين استخلفوا في الأرض من بعد قوم نوح، على الشرك بالله تعالى ورفضهم لنصيحة النبي هود عليه السلام سخر سبحانه عليهم الريح العاصفة.
وعن هذه الحادثة قال تعالى:{ و اما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية. سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام مسوماًفترى القوم فيها صرعى كأنهم اعجاز نخل خاوية} (سورة الحاقة، الآيتان 6 و7).
{ و في عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شئ أتت عليه الا جعلته كالرميم} (سورة الذاريات، الآية 41).

4) الصواعق:
ألقى النبي صالح… الحجة على قوم ثمود، الذين جاءوا بعد قوم عاد، لكنهم رفضوا الايمان بالله سبحانه وتعالى فأتتهم الصاعقة بأمر من السماء. وعن تلك الواقعة قال جل وعلا: {و في ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين. فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون} (الذاريات الآيتان 43 و44).

5) الزلزال:
حذر النبي شعيب… قوم مدين (أصحاب الأيكة) من مخالفة تعاليم السماء الا ان بعضهم أبى الاستجابة لتحذيره، إذ لم يوفوا الكيل وبخسوا الناس أشياءهم وحاولوا صد المؤمنين عن صراط الله المستقيم، فضربهم تعالى بزلزال قوي. وعن ذلك الحدث قال سبحانه:
{ و إلى مدين أخاهم شعيباً فقال يا قوم اعبدوا الله وارجو اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين
فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين} (سورة العنكبوت، الآيات 26 و27).

6) الملائكة:
كان سكان مدائن سدوم وصديم ولدنا وعميراء، حسب أحد المصادر، أو مدائن سدوم وعمور ودوما وصاعورا وصايورا، حسب مصدر اخر،
قوما منحرفين جنسياً ولم ينتهوا عن فعل السوء هذا برغم تحذيرهم من قبل النبي لوط (عليه السلام).
فأمطرهم الملائكة بمطر سوء. وقال سبحانه وتعالى عن تلك الواقعة:
{ و امطرنا عليهم مطراً فأنظر كيف كان عاقبة المجرمين} (سورة الأعراف، الآية 84).
{ قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين. مسوّمة عند ربك للمسرفين} (الذاريات الآيات، 32 – 34).
و في معركة بدر بعث الله جل وعلا خمسة آلاف من الملائكة لنصرة المؤمنين وعن تلك الحادثة قال سبحانه:
( ( يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين) (سورة آل عمران، الآية 125).

7) الانهيارات الأرضية:
بالرغم من كثرة الأموال التي امتلكها قارون الا انه لم يحمد الله سبحانه وتعالى على ما منحه من نعم ثم استكبر واغتر بعمله وماله فعاجله تعالى بعذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة. وعن تلك العقوبة قال جل جلاله: { فخسفنا به وبداره الأرض} (سورة القصص الآية 81).

8) الطير:
فيما حاول جيش أبرهة احتلال مكة أرسل عليه سبحانه وتعالى طيوراً ترميه بحجر، مما افشل مسعى ذلك الغازي ومنع تأريخ المنطقة من المرور بتجربة قاسية
أو اخذ مسارات غير التي أخذتها فعلاً في أعقاب تلك الحادثة. وعن تلك الواقعة قال ربنا العظيم: {و أرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول} (سورة الفيل، الآيات 3 – 5).
و جاء الهدهد إلى النبي سليمان بأخبار عن قوم الملكة بلقيس، وخاصة ظلمهم لا نفسهم بعبادة الشمس، فكان سبب هداية أولئك القوم وتحولهم من الكفر إلى الإسلام.

9 )البحر:
طارد فرعون وجنوده الرسول موسى… واتباعه لكن الله سبحانه وتعالى اغرق تلك الفئة الفرعونية الضالة،
وعن تلك القصة قال جل جلاله: { فأخذته وجنوده فنبذناهم في اليم} (سورة القصص، الآية 40).

10) الآفات:
يسخر سبحانه وتعالى بعض الآفات لإنجاز مهمات معينة، كإبادة مزروعات وإنزال عقوبة المجاعة بقوم ما.
فأصحاب البستان البخلاء، الذين عاهدوا أنفسهم على عدم تزكية عوائدها، تعرضوا لذلك الموقف،
إذ قال سبحانه عن تلك القصة أو الحادثة:{ فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم} (سورة القلم، الآية 20).

كما استخدم سبحانه وتعالى القمل والجراد للتخويف، إذ قال عما استخدمه من هذه الوسائل ضد قوم فرعون بعد ما عجز أسلوب تجويعهم عن إنهاء حربهم ضد المؤمنين:{ فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات} (سورة الأعراف، الآية 133).
ان الأمثلة السابقة حول تدخل إرادة السماء في حياة البشر لتؤكد بأن هناك رقابة فوقية على تصرفات الإنسان وان لتلك التصرفات عواقب دنيوية وأخروية وان الأمر على الأرض لم يفوض بصورة مطلقة للإنسان.